الفارس الشاعر / عبيد العلي الرشيد



* نسبه :

هو عبيد بن علي بن رشيد بن حمد بن خضير بن خليل بن جاسر بن علي الكبيـــر بن عطية المنتهي نسبه إل فارس بن طعان وآل رشيد أسرة حكمت حائــــــــــل وتوسعت فيما حولها في الفترة ما بين عامي (1251ــ1340هـ) وعبيد هو احـــد مؤسسي حكمها ذاك،وهم ينتسبون إلى آلخليل من الجعفر من عبدة أكبــــــــر بطون شمر القبيلة الطائية.
ويكثر عبيد الرشيد في شعره من الإنتساب الى الضياغم،وهم أصل لبعـــــــــــض العشائر كآل رشيدوكثير من عبدة والعواصم من قحطان والسعيد من الظفيــــــر والضياغم اسرة برزت في جنوب الجزيرة العربية خلال القرن السابع الهجري من ذرية ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبدالرب بن ربيع بن سليمـــــــــــان بن عبدالرحمن بن روح بن مدرك بن عبدالحميد بن مدرك من عاصم من جنــــــــــــــب القحطانية،ومنهم عرار بن شهوان بن منصور بن ضيغم بن منيف بن ضيغــــــــــم المذكور وهو من قدماء شعراء النبط في القرن السابع العشر الهجــــــــــــــري.

* مولده :

رغم الاختلافات في مصادر التاريخ حول تحديد سنة ولادة عبيدالرشــــيد الا ان الراي الارجح انه ولد سنة 1206هـ(1792م) ليكون بذلك أصغر بسنتين من اخــيــه عبدالله حاكم حائل الذي كان عبيد ساعده الايمن وقائد جيوشه وامهما عليـــــاء بنت عبدالعزيز بن حميان من آل جعفر ذات العشيرة التي بنتسب لها ابوهمـــــــا اما ابوهما علي بن رشيد فكان رجلا متدينا مسالما محدود الطموحات كما تذكـــــر المصادر يشتغل بزراعة الارض وان تولى جباية الزكاة للامام سعود بن عبــدالعزيز ثالث ائمة الدولة السعودية الاول في فترة حياته ،ولا يبدو انه كانت لديـــه اهتمامات بالزعامة رغم كونه من ابناء الاسر القريبة من اسرة الزعامة في حائـل وقتئذ((آل علي)) التي تنتمي للجعفر أيضاً ، وكان علي يعذل اولاده عــــــــــن طموحاتهم كما تذكر بعض المراجع والروايات وقد توفي سنة 1240هـ قبل حكــم اولاده في حائل بعقد من الزمان .

* لمحات عن حياته :

من الجانب الانساني كان عبيد كأمير وفارس مممدوحاً من قبل شعراء عصره وله في ذلك مواقف طريفة ، ومنها أن شاعراً جاء يمدحه فقا ل عبيد سأكافئــــــك بقصيدة أجود منها وأطول فقال الشاعر :




لا صار أنا قصاد وعبيد قصاد= ما للعمى عند المفتح حذية






وبعد هذا الرد السريع امر عبيد له بناقة ،ولما اخذها الشاعر راح يتحسس سنامها بيديه فقال له الرجل المكلف بالعطايا لا تخف إنها سمينة فرد الشاعر أعلــم انها سمينة فالامير لا يعطي الا السمينة ولكنني أتلمس سنامها لأرى مــــــــا اذا كان الامير خبأ لي في شعفة سنامها خرجية من النقود فأسرع الرجل إلى عبيد الذي امـــر بالأٍسراع في وضع النقود لكي لايكذب حدس الشاعر في كرمه.
ومن مــــواقف عبيد مع الشاعرات وفود شاعرة تدعى ظاهرة الشرارية من اهل الجوف جائــته مستنجدة من قوم يدعون السبيلة اشتروا منها شاة ورفضوا دفع ثمنها فقالت :




ياعبد عيوا لا يجون السبيلة = عيوا معي للشرع يا عبيد يمشــــون
الحق ظلما والمصقل دليلــه = ولا تنقضي حاجات من يتبع الهـــــون



فمكنها عبيد من حقها .

ويبدو انهذه الشاعرة كانت كثيرة الوفود على عبيد وذات مرة جــــاءت إلـــــيه تشتكي من ابنتها التي كبرت ونبغت في الشعر وسابقتها على الوفــــود على الحكام وتعدتها في الشهرة فقالت الام غيرة من بنتها :


يا عبيد وحدة من بناتي كوتنــــــي = كوي المرض اللي تجدد مكاويـــه
عرفتها الحكام لين اغلبتنــــــــــي = العفو كيف ال*** ياكل مربيــــــه
لاواحسايف نقله فوق متنـــــــــي = غير الرضاع اللي لجسمي يغذيـه





من الامثال التي سارت عن عبيد انه كان حوالي سنة 1275هـ(1858م)أمير لحجاج حائل فمروا بأرض ياخذ اهلها الخوة (الضريبة) على الحجاج ولما جاءه مندوب صاحب الارض قاله عبيد :قل لمن ارسلك ان هولاء حجاج حائل وانا عبيد بن رشيد وبعد فترة عاد المندوب ينقل رسالة سيده وهي (كل عبيد بديرته) فأعجب عبيد بالرد الشجاع ودفع الضريبة وصار قول صاحب الارض مثلا يضرب .للإستقلالية في الامور وعزة كل رجل في بلاده .

* شاعريته :

آل رشيد عموما اسرة عرفت بمزايا كثيرة من بينها على الجانب الادبي وجود العديد من الشعراء الكبار ويكفي القول ان عبيداً واخاه عبدالله وامهما وابنه حمود بن عبيد وحفيده ضاري بن فهيد بن عبيد وسالم وماجد ابني حمود بن عبيد كانوا من الشعراء ،ولا يكاد أحد مشاهير آل رشيدالا وتورد له بعض الابيات من عدا هؤلاء وحتى وقتنا الحاضر برز من آل رشيد الشاعر طلال العبدالعزيز الرشيد رئيس تحرير مجلة فواصل وهو من احفاد الامير عبدالله شقيق عبيد وكذلك الشعراء طلال العبدالله الرشيد وماجد الرشيد وخالد الجبر الرشيد وغيرهم .ولو عدنا لعبيد لوجدناه في فترة بالغة الخصوصية من تاريخ المنطقة اذ انها فترة تأسيس إمارة آل رشيد التي شكل عبيد لأكثر من ربع قرن القبضة الحديدية والجناح العسكري لها وأسهم بالدور الاساسي في توسيعها شمالاً بالإستيلاء على الجوف وجنوبا في القصيم كما عايش عبيد فترة الدولة السعودية الثانية مواليا للامامين فيصل بن تركي وابنه الامام عبدالله كما عاصر الحملات المصرية على نجد وعبيد كان قد استخدم سيفه لتحقيق تلك الاهداف فانه سخر موهبته الشعرية في النافحة عن إمارة جبل شمر ومحاربة خصومها وبالتالي كان اغلب نتاجه الشعري يدور في هذا الاطار فهو يهدد بقصائده ويقاتل برجاله حتى مهد للعصر الذهبي الذي عاشته الامارة في فترة محمد بن عبدالله الرشيد التي لم يعايشها عبيد تاركا لولده حمود الفارس والشاعر ايضا إكمال الدور ذاته الذي اضطلع به وخارج هذا الاطار فان المتتبع لتراث عبيد الشعري يجد قصائداً في الحكمة والنصيحة والتوبة يمكن ارجاعها لفترات شيخوخته بينما لايجد الكثير مما يحسب في الجانب الغزلي سوى مقطوعات قليلة.

* وفاته :

يذكر بعض الكتاب ان عبيداً توفي سنة 1282هـ (1865م) إستنادا الى ماذكرته الليدي آن بلنت عندما زارت حائل سنة 1871م من أن عبيدا توفي منذ تسع سنوات وذكرت انه تصدق قبل وفاته بكل ما يملك ولم يبق سوى سيفه وفرسه الكروش وزوجة شابة واوصى ابن اخيه محمد بن عبدالله الرشيد بأن يبقي سيفه مغمدا والا يركب احد ظهر فرسه من بعده ولا تتزوج ارملته وقد حافظ محمد على وصية عمه عدا الشرط الخاص بأرملته حيث تذكر بلنت أنه تزوجها ، اما لوريمر فيؤخر وفاة عبيد اربعة اعوام فيقول :
إن فترة حكم متعب الرشيد (1767-1871) تميزت بموت العم العجوز عبيد بعد ان تقدمت به السن كثيرا سنة 1286هـ(1869م) وكان عبيد وهابيا مخلصا ولكنه رغم ذلك ورغم طبعه الحاد فقد كان محبوبا الى ابعد الحدود كما كان مشهودا له بالقدرة والنفوذ حتى ان احد المصادر يذكر انه كان الحاكم الفعلي لامارة جبل شمر منذ موت شقيقه عبدالله وترك عبيد بعده ستة أبناء وخلف لهم إرثاً ضخما من الاراضي بحائل والنخيل في جوف آل عمرو (الجوف) ونصف العائد من واحة حيات ام المرويات الاخرى فتنسب لعبيد دورا في التحريض على قتل ابن اخيه متعب بن عبدالله سنة 1285هـ بل ونفهم من وصيته لابن اخيه محمد انه عاش حتى عاد الاخير الى حائل وتولى حكمها بعد أن ثأر لقتلة اخيه سنة 1289هـ وسبب خلافه مع متعب ان عبيداً زوج ابنته طريفة للإمام عبدالله الفيصل وحملها بنفسه الى الرياض وهذا غير مألوف إذ لاتحمل العروس عادة لتتزوج في منزل عريسها فغضب متعب من فعلة عمه ، وقال له : لماذا لا تحمل زكاة أهل حائل الى الرياض كما حملت ابنتك
هذه المقولة جعلت الرجل العجوز يحقد على ابن اخيه حتى انه قال عندما رافق متعب في احدى الغزوات يدعو عليه :



سرنا مع اللي جعل ما يرمق النور = عساه بأسفل وادي مع هل النار






وهكذا ينسب لعبيد الدور الاكبر في تحريض أبناء طلال الرشيد لقتل عمهم متعب سنة 1285هـ ويؤكد هذا ما يذكره المارك من ان بندر بن طلال قال نادما على قتل عمه متعب ومحملا عبيد المسؤولية :



يا للي تدزون المراسيل يمي = قولوا تراني بين حذوة ومسمار
اطعت حكي المقعدية بعمي = يعل عبيد و شيبته باسفل النار








وان صح فان عبيد يكون قد توفي بعد سنة 1285هـ وليس كما ذكر بلنت ولوريمر وأرجح كما ذكرت أنه لحق بالسنة الاولى لحكم محمد الرشيد سنة 1289هـ ومات فيها.. وسلامتكم....

وهالحين هذه بعض قصايد عبيد العلي الرشيد وهذه القصيدة من أروع قصايد عبيد في الفخر بنسبه وشجاعته وبها كثير من الحكم حتى ان بعض أبياتهن صارت أمثال بالشمال :





القلب من كثر الهواجيس قـــــــــزان = ما يستريح من الدهر ربع ساعـــــــة
يا غافر الزلات يا والي الاحســـــــان = تجعل من التقوى لنفسي بضاعـــــة
أنا على لان وربعي علــــــــــــى لان = متخالفٍ رأي ةراي الجماعـــــــــــــــة
ماني ب هتيمٍ يربت على الضـــــــان = ويعطي لطلاب الجنايا رتاعــــــــــــــة
أنا ولد علي سلايل كحيـــــــــــــلان = ربي خلقني للسبايا وداعــــــــــــــه
الناس ما تسقيك إليا صرت عطشان = ولا يشرب المظمي حذا من ذراعـــه
إضرب على الكايد إلى صرت بحـلان = وعند الولي وصل الرشا وأنقطاعــــه
ولا فهم الله غير حضرة سليمـــــــان = ولا صفا كدره لبني إشاعــــــــــــــه
عيبٍ على اللي يتقي عقب ما بــان= ويرضي طمان النفس عقب ارتفاعـه
إما تجيب عقود حص ومرجـــــــــــان = والا فهي لابليس طار بشعاعــــــــه
واطرابة الدنيا مع الفجر دخــــــــــان = واكرارةٍ باطراف خطو الصعاعــــــــــة
وقد حصل انه يدور في مدينة حائل يتفقد أحوال رعيته ، وأثناء مروره بأحد بساتين المدينه والذي يعود إلى إحدى الأسر المرموقه وكان يحاط بجدار ليس بالطويل قال في نفسه : سأطل من فوق الجدار لأرى مستوى غريس نخلهم الأخير فترجل عن جواده وتسور فأطل من فوقه وإذا بفتاة رائعة الجمال حاسرة عن شعر رأسها إذا انثنت لتفجر الماء تدلت جدائلها حتى تغمس ذوائبها في الماء فكانت جدائلها تشاغلها عن عملها فبقي عبيد ينظر لهذه الحركات التي أعجبته وما أن رأت الفتاة الرجل يطل من فوق الجدار حتى هربت لتلبس خمارها فأعجب عبيد بنفورها ورآها عن كثب فبقى متسمرا في كانه وفي هذه الاثناء سفح الماء من حوض النخله وانقطع السري فما كان منه إلا أن وثب من فوق الجدار وبدأ يفجر الماء ، دخلت الفتاة إلى البيت وأخبرت أباها فخرج مسرعا ليفجر الماء فوجد الأمير عبيد هناك . فاعتذر الأمير له وعن ما حصل وأخبره بأنه مر من هنا وأحببت ان أرى غريسكم فهرب من كان يفجر الماء وسفح الماء وضاع فساءني أن أراه ضائعا ، وما دمت قد أتيت فسأذهب لشاني . فقال صاحب البستان : مستحيل أن تدخل مكاننا دون أن تشرفنا بشرب فنجان من القهوة . فقال عبيد : لن أدخل إلا اذا أعطيتني ما أريد ، فأجابه الرجل كل ماتريد فهو لك حتى لو تريد من هذا المكان . فطلب أبنته فأعطاه أيها بعد حضور أمام المسجد وأثنين من جماعته .
وكان عبيد أثناء تفجيره للماء تفجرت قريحته بهذه القصيدة :-


نا ح الحمام بعاليات المقاصير ***** وأهل الهوى طربين ما يسمعونه

ذكّرتني يالورق لا ذكرك خير **** غرو كما لدن المطارق قرونه

وش نوح ماكم ضايع يا هل الحير ***** والشرط ما نبغاه لو تجد عونه

إلاّ إن حصل راع النّهود المزابير ***** مصّ وكمع من منالج سنونه

تمسى عروق القلب عندي معاشير ***** ويزهر ثمر قلبي وتطرح غصونه

باكر ضحى العيد لا طقوا الزير ***** وما عندهم من غالي يلبسونه

يظهر حبيبي كالخلاصة من الكير ***** عيذة برب الناس لا ينحتونه

يعتبر الامير عبيدَ الرشيدَ مِن ابرز شَعراءَ نجدَ فِي منتصف واواخر القرن التاسع عشر
ولقصائده أهمية فنية
واهمية تاريخية كبري كونها تروي واقع الحال ووقائع الاحداث فِي نجدَ فِي تلك الفترة
وتستخدم معظم ابياته لدي مؤرخي الحروب والانساب كبراهين اثبات.

وتتفاوت مواضيع قصائده مِن الفخر الي التحذير الي الغزل الي المراسلات
وله قصائدَ تنطوي علي جانب فكري يشرح بها افكاره ومبادئه عَن الحيآة والسياسة والحرب.

اول مِن جمع قصائدَ عبيدَ فِي دَيوان مخطوط كَان الرحالة الفرنسي شَارل هوبر الَّذِي زار حائل عام 1883
وحفظت كذلِك حتّى نشرها محمدَ سعيدَ كمال فِي سلسلة " الازهار النادية " وعبدالله الحاتم فِي " خيار ما يلتقط "
وقدَ نشرت طبعة حديثة مِن دَيوانه مؤخرا عام 2000 اعدها ابراهيم الخالدي.
القلب مِن كثر الهواجيس قزان
مايستريح مِن الدهر ربع ساعه
ياغافر الزلات ياوالي الاحسان
تجعل مِن التقوي لنفسي بضاعه
انا علي لان وربعي علي لان
متخالف(ن رايي وراي الجماعه
انا ولدَ علي سلايل كحيلان
الله خلقني للسبايا وداعه
ماني هتيمين يربت علي الضان
ويعطي لطلاب الجنايا رتاعه
اضرب علي الكايدَ الا صرت بلشان
عِندَ الولي وصل الرشا لانقطاعه
الناس ماترويك لا صرت عطشان
لاصار مافعل الفتي فِي ذراعه
عيب(ن علي اللي ينثني عقب مابان
ويرضي بطمان النفس عقب ارتفاعه
اما نجيب عقودَ حصنن ومرجان
والا فَهي لبليس طار بشعاعه
وا طربة الدنيا مَع الفجر دَخان
واكرارة(ن بطراف خطو الصعاعه



يقال ان رجلا مِن وجهاءَ بريدة يدعي عبدالمحسن ال سيف كَان يترددَ علي مجلس ال رشيدَ وفي أحدَ الايام ساله امير حائل طلال بن عبدالله الرشيدَ عَن عيوبه وعيوب عمه فجاوب بَعدَ اخذ الامان أنت يا طلال عيبك الوحيدَ عدَم تقديرك للاجاويدَ وخيار الناس عندما يتعريك الغضب واما عبيدَ ففيه جميع الخصال الحسنه وسيئته الوحيدة هُو عظم تقديره للصلبي ساهي إذا دَخل فِي المجلس اقربه حوله وادناه بجانبه

فقال عبيدَ نعم يا عبدالمحسن فهَذا رجل طيب وفيه شَجاعه وهمة عاليه ونفس ابيه عَن الادناس وانشدَ هَذه القصيدة






طلبت ربي عالم السر والغيب
يقبل صلاتي وله يقبل صيامي
ويجعل لنا عرض نزيه عَن العيب
ويفكنا مِن شَر سو الاثامي
ابن ادم ملفي الخطا والعذاريب
لو ما فعل رميت عَليه التهامي
جليت عَن نفْسي شَبا الشك والريب
ولا حسب يلقون العرب بي كلامي
وربعي لقوا بي عقب ما شَبت أنا عيب
بتسطير كتب مفسرين الاحلامي
قلت اخبروني ويشَ مغضي هكا العيب
قالوا علي ساقة رفيقك تحامي
قلت ان هَذا مِن قديم لنا عيب
مستارثينه مِن خوال وعمامي
العيب ترك المعرضة بالمواجيب
والا الرفيق بفزعته ما نلامي
رفيقنا كنه بروس الشخانيب
في راس حيدَ نايف ما يظامي
رفيقنا ما نجدعه للقصاصيب
يجبر بنا لَو مكسره بالعظامي
ورفيقنا لَو هُو مِن الجدَ بصليب
متجودَ منا براس السنامي
والشر ما نسعي لجره بتقريب
ونذرا الي هبت لنا بالولامي
هذي قدايمنا الا عدوا الطيب
وكل يريع لفعل اهله القدامي
ويوم الوغي ما نستشير الزواريب
لاا طار عَن سودَ العيون اللثامي
مرطاضنا يشبع بِه النسر والذيب
ونروي معاطيشَ السيوف الظوامي
نلحق علي سردَ يجنك جناديب
بمطارق مَع مِثل صف النظامي
يتلون ابو بندر ربيع السعابيب
اللي علي ميره تعيشَ اليتامي
فان سلم راس مبيدَ الكنس النيب
حريبنا ما يهتني بالمنامي
عنوا بها ركاب عوج المصاليب
من مصر الغربي الي دَار يامي
شارخ اخذنا بِه زيون المهاليب
وشَ جاب سطوة مطلب وابن سامي




واحب اضافة هَذه القصيده الَّتِي قالها فِي معركة بقعاءَ سنه 1257 ه





يا مل قلب فيه تسعة وتسعين
هجس وهاجوس وعدل ومايل
يديرهن دَولاب الافكار تسعين
بالصدر ينشر دَقهن والجلايل
واصبحت مِنهن خالي كودَ ثنتين
سعدي ومصقول 1 يداوي العلايل
وخماسين 2 غمق صوابه وجوزين
الي جذبوا شَروا بروق المخايل
يا دَارنا مِن جاك جيناه عجلين
بالليل نسري والصفر والقوايل
فان كَانهم عنا بالانشادَ محفين
من الراس ما يحتاج ردَ الرسايل
حضر الجبل والبدو ناس صليبين
يتلننا حملات سودَ الجدايل
جينا صباح وهم لنا مستكنين
وثار الدخن مِن حر صلو الفتايل
وحصل لنا عقب المواصل وفا الدين
وراعي السف رده عَليه الجمايل
ومن فضل رب العرشَ عدل الميوازين
صارت علي القصمان واولادَ وايل
عجاجة تجلي صدي القلب يا حسين
دبيلة ما مِثلها بالدبايل
كم خير دَاجه عَليه الغلامين
خلوا دَماغه عَن علابيه مايل
ربعي مروية السيوف المسانين
خلو صفا بقعا مِن الدم سايل
واللي ذبحت بشذرة السيف تسعين
أيضا ولاني عَن طردهم بسايل
ذبحت ابو صالح صعوط المجانين
واودعت دَم الشيخ بالقاع سايل
واللي وطينا ما تشوفه محبين
والكذب تنفاه العلوم الصمايل
جيته بمقدم سربة وقم الالفين 3
كن الشهر بِه دَيدحان الماسيل
جونا يبون دَيارنا والبساتين
يبغون منزلنا قفار وحايل
يقولون جده يوم صولة هَل الدين
قادو عَليهم ذاهبين الحمايل
ودلا علي ربعه يسوق الفرامين(4)
فيدَ عماهم تايهين الدلايل
ويصيح مِثل البارحه ما هُنا شَين
ولا حصل يا كودَ قطع الوصايل
واليَوم يبغونا وحنا معيين
نسندَ بحدَ السيف مِن جاه عايل
ويلا عطوا حق الديار الهزازين
فحنا الي عدت رجال الحمايل
ربعي علي حرب المعادي ضريرين
هم مِن قديم كاسبين النفايل
اغراه بالمكحَول خرط الفراقين
وعرضاتهم بمشرفات النثايل
اطاع حكي الذايدي والسلاطين
كم واحدَ قَبله رمي بالحبايل
ناس يبون العز مِنهم ذليلين
وشَ قال مشعان 5 بهم بالاوايل
عِندَ اهله اللي يلبسون التوامين(6)
الي اجذبوا شَروي بروق المخايل
يتلون عيدَ الضيف ريف المساكين
الشيخ ابو متعب(7 عزيز النزايل
الي سلم راس الشيخ حنا عزيزين
نرجيه مِن معطي العطايا الجزايل
الي بغا امر ما يطيع المشيرين
الحيدَ شَيال الحمول الثقايل
وصلوا علي قنديل سكن الحجازين
راعي المقام المعتلي والرسايل
ومني عدَدَ ما شَمع اللبن بالطين
او ما لبيت الله تشدَ الرحايل



1/سعدي ومصقول سعدي فرس عبيدَ بن رشيد

ومصقول سيفه
2/ خماسي يقصدَ البواريد.
3/وقم الالفين حَول الالفين
4/الفرامين الاوامر السلطانية

5/ مشعان هُو مشعان بن هذال

6/ التوامين السراويل

7/ ابو متعب هُو الامير عبداللي العلي الرشيدَ اخو عبيد



نفْسي تمنيني لرقي السنودي
.
من لابه توزي نفوسه علي الكود
بحرابنا نرعي الحجر والنفودي
.
رغم علي الزعلان والخدَ ممدود
من فَوق قحص كنهن الفهودي
.
وملبوسنا بظهورهن صنع دَاود
وبايماننا شَغل العجم والهنودي
.
وشلف نرهمهن علي ركبة العود
ومخيضنا دَايم علي الضدَ يودي
.
ونصبح علي كبده مَع الصبح بجرود
والضيف ليا جانا نرحب وزودي
.
ونحط لَه بالعسر مِن كُل ماجود
مستارثينه مِن كرام الجدودي
.
طبع لنا مِن خلقة الحمدَ محمود
وافعالنا عِندَ العدالة شَهودي
.
وقول بلا فعل علي الرجل منقود


رد: ديوان الشاعر والامير الفارس ؛؛ عبيد العلي الرشيد
وهَذه احدي قصائدَ الامير عبيدَ الرشيد

وقالها عندما طلب مِنه أحدَ ولآة الاتراك فرسه ان يبيعه له

فجوابه بهالقصيده يوم يقول







يابيه أنا لكروشَ معطي ولا بيع
قبلك طلبها فيصل وابن هادي
يابيه لَو كثرت بالقول ماطيع
ياحيف تبغاني اسلم جوادي
يابيه مايرهم علي مِثلها البيع
ولا يجي مِثله بقودة مهادي
ما جمع اصله بالقراطيس تجميع
اصله يعرفونه جميع البوادي
باغ(ن الي مالقموها المصاريع
وصاح الصياح وثار عج الطرادي
انهج عَليها واتعدي الترارتيع
مثل الفحل لاصار وقْت الهدادي
واصلها لعيون بيض(ن مفاريع
فوق الحنايا والسبايا غوادي
هذاك بيعه والصباي مفاريع
بين القنا ومخفرات الهنادي
هذاك بيعه كَان ماتفهم البيع
ليامنهن جلبن بسوق المزادي
يابيه أنا ماسمع كلامك ولا طيع
هرجك مقلة ناظري والفؤادي
ياسابقي مانرخصك بالمطاميع
حتم(ن ولو قيل ارفعوا بالجوادي
ابقي الي ثار الدخن بالزعازيع
وحطن علي عجلاتهن والعدادي
بيوم(ن يشيب مِن حذاه المراضيع
حدن وحاديهن مِن الخوف حادي
انطح ورا ربعي وجيه المداريع
واقضي عَليها دَينهم والعبادي
وانشدَ عني وعنها بعادَ المفازيع
هو هرجنا كذبن والا وكادي
من لابة بالحرب ماهم مطاويع
ولاتحسب المداس هُو العوادي
حلفت مايطري علينا بها البيع
الا الحشر يفخت سواده سوادي
ما دَام راسي للرياح الذعاذيع
بالعون طالبها مِن الناس غادي
وصلوا علي محمدَ خير المشافيع
اللي لنا يشفع بيوم التنادي

الامير
الفارس, الشاعر عبيدَ بن علي الرشيد
و الرشيدَ كَما هُو معروف فخذ مِن ال جعفر مِن عبده
أحدَ بطون قبيلة شَمر
ولدَ عبيدَ تقريبا عام 1220 ه
و يعتبر مِن اشجع فرسان الجزيرة العربية فِي ذاك الوقت وكان رحمه الله يعادل طول شَخصين

يقول عنه طلال السعيدَ فِي الموسوعة النبطية الكاملة, الجُزء الاول " كَان بسيفه يشَكل الدعامة الاساس لحكم ال رشيدَ بحائل, و كَان قائدا للجيوشَ و محاربا صلبا علق روحه علي طرف سيفه و خاض المعارك بجرآة و اقدام قلما يُوجدَ لَها مثيل و هُو مِن الرجال القلائل الَّذِين امتازوا بالقوة الذاتية و الجسارة و المهارة الحربية منقطعة النظير"


ولدَ عبيدَ فِي زمن كله حروب و اضطرابات
و كَانت الحروب علي وقْتهم مِثل شَربة الما, اسَهل شَي عندهم انك تحارب, فما يمدي حرب تطفي الا و تالع حربن اخرى
و عبيدَ نشا علي هالحيآة و علي هالحالة, علي صوت الخيل و قرقعة السيوف, اللي خلته يصير فارس و شَجاع
يقول فِي وصف أحدَ الحروب:



اصبحت مِنهن خالي كودَ ثنتين * سعدي و مصقول يداوي الغلايل



و يقصدَ ب " سعدي " فرسه
و المصقول هُو سيفه اللي يداوي الروس
كقول عنترة بن شَدادَ



و سيفي كَان فِي الهيجا طبيبا * يداوي راس مِن يشكو الصداعا



و يكمل قصيدته لين يقول مفتخرا



اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين * أيضا ولاني عَن طردهم مسايل

واللي وطينا ما تشوفه امحبين * و الكذب تنفاه العلوم الصمايل



مادا حقوق الدار كودَ الهزازين * حنا ليا عدوا رجال الحمايل



و فِي الحرب هذي, يقال ان سيفه المصقول
لصق بيدَ عبيدَ مِن كثر ما ذبح فيه مِن القوم اللي حاربوهم, ولا قدر يفك السيف عَن يده لين حطها بماءَ دَافي




ولا شَك
ان الفارس البدوي, ما يقدر يتخلي عَن حصانه لَو يعرض عَليه الذهب مقابله ما باع, و اللي صار لعبيد, ان أحدَ ولآة الاتراك طلب مِنه فرسه " كروش"
فما وافق عبيد, و بَين ان فيصل الدويشَ و محمدَ بن هادي قَبل البيه سالوه كروش
بس أنه ما يبيعه ولا يبدله لَو بغالي الاثمان



يا بيه أنا لكروشَ ماعطي ولاابيع **قبلك طلبها فيصل و ابن هادي

يا بيه لَو كثرت بالقول مااطيع * هُو كَيف تبغيني اسلم جوادي


اما القصيدة هذي, تمثل فلسفته فِي الحيآة و الحيآة الي كَان يعيشها, و ذهبت اغلب ابياتها امثال دَارجة



القلب مِن كثر الهواجيس قزان * ما يستريح مِن الدهر ربع ساعة

يا غافر الزلات يا والي الاحسان * تجعل مِن التقوي لنفسي بضاعة

انا علي لان و ربعي علي لان * متخالف رايي و راي الجماعة

مانيب شَاري غَير بت مِن الضان * يقنع باشراك البهم فِي ارضاعه

و لعبيدَ بَعض القصائدَ الغزلية النادرة, و هُو مقل مِن ناحية الغزل, و قال هالقصيدة بَعدَ رجوعه مِن احدي الحروب البعيدة, يقول ياصف الضلع اللي مر عَليه

لي بايسره مِن لابسات العشاريق * خشف يخلط المسك و الزعفراني

وشَ عيشتي لولا رجا ذابل الريق * لولا رجا لاما زريف المثاني

و هُو يوصف زوجته بهالقصيدة




و فِي آخر ايامه لَه هالقصيدة اللي تحوي الكثير مِن الحكم
و مِثل ماهِي عادته, يعتز بنفسه و يفخر بافعاله الحميدة, و يحق لَه الفخر و الاعتزاز, لانه كَان قول علي فعل

طلبت ربي عالم السر و الغيب * يقبل صلاتي لَه و يقبل صيامي

و يحعل لنا عرض نزيه عَن العيب ** و يفكنا مِن شَر سو الاثامي

بن ادم ملفا الخطا و العذاريب * لَو ما فعل رميت عَليه التهامي

حميت أنا نفْسي عَن الشك و الريب * ولا احسب ان يلقا بعرضي كلامي

مات عبيدَ العلي الرشيدَ بَعدَ ما عمر
عاشَ حيآة طويلة مليئة بالانتصارات و الحروب
الله يرحمه




انتهت حكاية عبيدَ هُنا كَما رواها بدر الحمدَ مِن كتاب قالت الصحراءَ بتصرف بسيط

الله يرحم الامير عبيد ويغفر له

رحمه الله وغفر له اللهم ارحم امواتنا جميعا

الغراوي النعيمي كتب:

الله يعطيك العافية

الله يغافيك اسعدني مرورك