هناك خيط رفيع بين الإيمان بفكرة ما ورفض آراء الآخرين، فمع الثانية
لا نرى سوى صحة آرائنا، عندها يتحول النقاش إلى تعصب للرأي ومحاولة
للدفاع عنه، فماهو التعصب وما أسبابه وأضراره؟
وكيف نتمتع بالروح الرياضية ونتقبل المكسب والخسارة؟
تجيب على هذه التساؤلات د. ناهد نصر الدين،خبيرة التنمية البشرية فتقول:
المتعصب هو شخص متشدد لا يقبل آراء الآخرين ويرفضها بشدة وينفر من يخالفه
في الرأي حتى ولو كان على صواب، وقد يكون التعصب لفكرة ما أو قضية أو لجنس
أو لون وغيرها،كما يخلق ذلك السلوك شخصا مسيطرا لأنه متمسك بفكرته لا يقبل الحوار
ولا يعترف ب خطأه بل يصر على آرائه حتى إن كانت خاطئة، إلى جانب تسرعه
في تكوين العداوات بينه والآخرين لإيمانه بمبدأ"من ليس معي فهو ضدي"، فيبني
أسوارا عالية في علاقاته مع غيره، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة أقرب الأصدقاء أو العائلة
ما يجعله شخصاً مضطربا قد يخسر نفسه.
وتابعت: الأخطر أن هذا السلوك قد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم، فكثير ما نلاحظ
أشكال العنف في بعض مباريات كرة القدموهو نوع من التعصب الرياضي فى الوقت
الذي يجب أن يتمتع به من يحب الكرة بالروح الرياضية وتقبل المكسب والخسارة.
وتوضح أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا فىتكوين الشخصية المتعصبة، ناصحة الأهل
بزرع القيم الإيجابية لدى أولادهم وتربيتهم على ثقافة الحوار وتقبل الآخر، وتقول:
على الشاب أن يتخلص من جميع الأفكار السلبية التي تدفعه لتبنى ذلك السلوك
وأن يدير حوارا داخليا في ذهنه ويسأل نفسه: لماذا أنا متعصب تجاه فكرة أو قضية معينة؟
هل لأنها تتمتع بصفات إيجابية؟ ويستمر فى طرح مثل هذه التساؤلات عندها سيدرك أنه
يهدر وقته وطاقته فى أشياء واتجاهات ستحد من قدراته وتمنعه منتحقيق أي نجاح
بل ستتسبب فى خسارتهلمن حوله، في الوقت الذى يمكنه أن يحقق التقدم الذى يريده
في الحياة وينعم بصحبة الأهل والأصدقاء إذا تقبل الآخر وتمتع بروح رياضية.