بعد وفاة سبأ الصليحي 491هـ، ومقتل عامر الزواحي في العام التالي، بدأ عقد الدولة الصليحية ينفرط، خرجت صنعاء عن الطاعة، وحكمتها ثلاث أسر همدانية من يام ، وهي: آل الغشيم حاتم وأبنائه، وآل القبيب -هشام وحماس-، وآل عمران، حاتم وأبنائه -والأخيرة هي الأشهر، وهي أسرة عريقة ناصرت الصليحيين بادئ الأمر، وكان القاضي عمران اليامي - واليهم على صنعاء - سندهم البارز، ولقي مصرعه وهو يقاتل معهم في معركة الكظائم السابق ذكرها.
بعد مقتل القاضي عمران اليامي، تولى أمر صنعاء حاتم بن الغشيم المغلسي، وهو من استقل بحكم الأخيرة 492هـ، ليخلفه بعد وفاته ولداه عبدالله 502هـ، ثم معد 504هـ، وهذا الأخير قام الهمدانيون بخلعه 510هـ، وجعلوا هشام بن القبيب اليامي بدلًا عنه، ثم آل الأمر لحمّاس بن القبيب اليامي 527هـ، ولما حضرت الأخير الوفاة 533هـ، جمع أخوته، وأوصاهم أن يبايعوا كبيرهم أبي الغارات، إلا أنَّهم اختلفوا، فآل الأمر لآل اليامي، بزعامة حاتم بن أحمد بن عمران اليامي،
أجمعت في الأخير قبائل همدان على اختيار حاتم بن أحمد بن عمران اليامي سلطانًا عليهم، بدلًا عن حمّاس بن القبيب اليامي الذي اختلف أخوته بعد وفاته، ليعاود ابنه محمد بن حماس اليامي فيما بعد الظهور بدعم قبلي، ولكنه كان ظهورًا خافتًا سريعًا ما تلاشى. وفي عدن، وفي ذات العام أيضاً، تفرَّد سبأ بن أبي السعود بن زريع بالحكم، وبدأت بذلك مرحلة حكم الأسرة الواحدة، اسرة (بني زريع)، وهي التسمية التي شملت الحكام السابقين أيضاً
وأستمر حكم آل حاتم وآل زريع فترة من الزمن حتى غزت جيوس الايوبيين اليمن بقيادة توران شاه بن أيوب هو أخو صلاح الدين الأيوبي ومؤسس الدولة الأيوبية باليمن. دخل اليمن عام (569 هـ - 1173م) فأزاح بني حاتم من صنعاء، وبني زريع من عدن، وبني مهدي من زبيد، حتى أضحت اليمن خاضعة لحكمه.